تهويد القدس وطمس معالم الهوية الإسلامية
من إعداد : فاروق ابليلة
التصدي مسؤولية من ؟
القدس من أغلى معالم المسلمين وأرفعها شأناً وقيمة ، بل لا نكاد نتجاوز إذا قلنا إنها كذلك بالنسبة للإنسانية جمعاء بما تمثله من قيمة تاريخية وحضارية ودينية ستبقى أبد الدهر فهى مهبط الرسالات التي كانت النور الذي أنار ظلام البشرية عهوداً طويلة .
وسأتناول هذا الموضوع في أربع نقاط
- التعريف بتهويد القدس.
- أهمية القدس ومكانتها فلسطنياً وعربياً وعالمياً .
- مشروع التهويد.
- واجب التصدي.
وقبل أن نتكلم عن التهويد ننبه إلى :
1- إن القدس ليست مجرد قبة الصخرة فحسب وإنما كل الأراضي المتاخمة للمسجد الأقصى .
2- الكلام على القدس مهم لكن لا يجب أن ينسينا حرمة أرض فلسطين فهي كلها أرض مغتصبة ومن المعيب أن ننشغل بالبيضة على الدجاجة .
3- قضية القدس بالنسبة لنا ليست مجرد قضية إسلامية فحسب وإنما هي قضية إنسانية عادلة على كل حر أن يناصرها .
4- القدس تعلمنا الثورة على كل ظالم ولو كان عربياً و التعاطف مع كل مظلوم ولو كان أجنبياً .
5- قضية القدس قضية تحرر و الجزائر هي أرض الأحرار وأكثر من يفهم المقادسة والفلسطنيين هم الجزائريون.
6- الأزمة الفلسطينية جزء لا يتجزأ من الأزمة التي تعيشها الأمة العربية .
أولاً : التعريف بتهويد القدس :
التهويد لغة : التهويد من هود يهود تهويداً فتقول تهود الشخص أي تحول إلى دين اليهود -المعجم العربي الأساسي ص1276.
إصطلاحاً : هي المحاولات المستمرة من قبل إسرائيل وجيشها من أجل نزع الهوية العربية الإسلامية من مدينة القدس و فرض طابع مستحدث جديد و هو الطابع اليهودي عمراناً و شعباً وهوية وفي كل جانب من جوانب الحياة .
ثانياً : أهمية القدس ومكانتها فلسطنياً وعربياً وعالمياً : يمكن أن جمل ذلك في نقاط :
1- كل المدن العربية مهمة مهما كانت عادية أو ثانوية وإذا كانت المدن العربية بأهميتها تمثل في الأمة العربية اليد أو اللسان فإن القدس هي القلب .
2- القدس قضية إسلامية بامتياز فلا تبرأ ذمة المسلمين أمام الله تعالى إلا باسترجاعها ونصرة أهلها فهي أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ) الإسراء1.
3- قضية القدس هي قضية إنسانية لأنها تظهر الظلم و الاستبداد الذي يعتبر من البشاعة بمكان سواء كان مصدره عربيا أو غربياً .
ثالثاً : مشروع التهويد:
منذ عام 1967 أعلنت إسرائيل عن ضم القدس الشرقية إلى الغربية و في 05/08/1980 أعلنت أن القدس الموحدة هي العاصمة الأبدية لها و بدأت في عملية التهويد بهدؤ وتمثل ذلك في ما يلي:
أ- تنفيذ جريمة حرق المسجد الأقصى 21/08/1969.
ب- القيام بالحفريات و شق الأنفاق تحت ساحات المسجد وجدرانه
ج- تنفيذ المجازر الجماعية في المدينة المقدسة (المسجد – قبة الصخرة – الحرم الإبراهيمي )
د- زرع المدينة المقدسة و المدن المجاورة لها بالمستوطنات .
ه- طرد السكان الأصليين من القدس لتبقى الأغلبية بدون مساكن عن طريق سحب الهويات و فرض الضرائب و الحرمان من الخدمات الاجتماعية .
و- إقامة جدران الفصل العنصري لعزل القدس عن باقي المدن .
س- منع العرب من الوصول للقدس للصلاة .
ش- فرض قيود مشددة على دخول المقدسيين للاقصى عن طريق تحديد الأعمار السماح للعجائز فقط ومنع الشباب .
ط- إغلاق المؤسسات العربية والإسلامية داخل المدينة.
ظ- تنفيذ عمليات القتل و الاغتيال لنشر الرعب .
ك- العمل على تنفيذ مشروع مخطط القدس الكبرى .
ل- العمل على نشر المخدرات لإفساد الشباب .
رابعاً : واجب التصدي للمشروع الصهيوني :
يمكن أن نقسم المسوؤلية و الدور على النحو الآتي : فلسطينياً عربياً وعالمياً وإعلامياً فردياً وجماعياً
الدور الفلسطيني :
هو الدور الأهم والأول و هو صخرة الدفاع الأولى عن المقدسات ولكن بدعم إخوانهم .
- سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال (لا يزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة ) فقيل له أين هم ؟ فقال صلى الله عليه وسلم (هم ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس) ولكن مع هذا نقول إنه لا بد من :
1- توحيد الصف الفلسطيني وإنهاء حالة الإنقسام بشكل نهائي حتى لا تتخذ ذريعة للتخاذل العربي .
2- وقف التنسيق الأمني مع سلطات الاحتلال و الكف عن ملاحقة المقاومة و التضييق عليها .
3- جعل قضية القدس أولوية فلسطينية كما هي أولوية إسرائيلية للدفاع عنها ورصد كل الدعم المادي والمعنوي لذلك .
الدور العربي :
لا تقل المسؤولية العربية للقدس عن مسؤولية الفلسطينيين أنفسهم .
- روى الإمام أبو داوود في سننه بسنده عن ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت : يا رسول الله أفتنا في بيت المقدس ؟ فقال ائتوه فصلوا فيه و كانت البلاد إذ ذاك حرباً فإن لم تأتوه و تصلوا فيه فابعثوا بزيت يسرج في قناديله .
1- إعتبار القدس قضية إجماع عربي وصرف كل الجهود لنصرتها شعبياً ورسمياً .
2- توفير الدعم المادي الكافي لدعم صمود المقادسة .
3- هبة جادة للأمة من خلال التفاعل الشعبي الواسع ضد الاعتداءات التي تتعرض لها المقدسات .
4- تصدي النخبة المثقفة في العالم العربي للصدع بكلمة الحق و فضح المخططات اليهودية و بيان خطرها على العالم بأكمله .
5- ضرورة تفعيل مقاطعة المطبعين سواء كانوا أشخاصاً أم مؤسسات .
6- تفعيل المقاطعة الإقتصادية .
7- اهتمام السفارات العربية بقضية القدس .
الدور العالمي : يتحمل المجتمع الدولي ممثلاً في هيئة الأمم المتحدة و المنظمات التابعة لها ومحاكمها مسؤولية تطبيق العدل وعدم محاباة إسرائيل و التوقف عن سياسة الكيل بمكيالين و مقاضاة إسرائيل على كافة جرائمها وإلزامها بقوانين الشرعية الدولية .
الدور الاعلامي :
يقال ان الإعلام هو السلطة الرابعة لذا فالقوة التي تمتلكها قناة تلفزيونية أو حتى جريدة أحياناً أقوى مما تملكه دولة أو حتى دول مجتمعة وهذا ما يجعل مسؤولية الإعلام العربي الحر كبيرة جداً وأقل الواجب تسليط الأضواء على ما يجري في القدس وباقي الأراضي المحتلة و فضح الإرهاب الصهيوني بكل دقة بلا تهويل ولا تهوين فلسطينياً و عربياً ودولياً .
وإذا كانت الآلة الإعلامية الصهيونية ومن ورائها الأمريكية تبذل كل قواها لتشويه الحقيقة فإنه من الواجب فضح تلك الأكاذيب وبيان زيفها بكل حرفية وتفان .
دور الأفراد والمؤسسات و الجماعات :
وإذا لم تقم الدول بواجبها الوطني و القومي فإنه حينها يتعين على المؤسسات و الجماعات والافراد القيام بهذا الدور لأنه من قبيل الواجبات الكفائية التي تجب على مجموع الأمة فإن تخلى عنه الجميع كانت الملامة عليهم جميعاً.
1- دور المؤسسات : للمؤسسات و الجمعيات والأندية دور كبير يتمثل في إقامة المهرجانات باسم الأقصى و تثقيف الرأي العام ونشر الوعي ورفع الحس و الروح العربية والإسلامية في النفوس لتبقى القدس حية أبداً في ضمير الأمة .
2- أما على الصعيد الفردي: فلا بد من استحضار النية الصادقة في نصرة القدس والمسجد الأقصى و القضية الفلسطينية
كما تجب المشاركة في مختلف الفعاليات و البرامج و الأنشطة المقامة لهذا الغرض ، كما يجب تقديم العون المادي ما أمكن و هو ليس بالكثير إذا قارناه بمن قدم روحه دفاعاً عن القدس و حرمة الأرض الفلسطينية بل وكرامة الإنسان العربي وأرضه.
- و إن نصرة القدس والأقصى وفلسطين بشكل عام بعد توفير الأسباب وبذل الجهد تحتاج إلى التوكل الصادق على الله تعالى و طلب العون منه و لنبشر ولنصبر فإن الله يقول (وبشر الصابرين) (وإن نصر الله قريب).