مملكة النحل
ملكة النحل
فبادئ ذي بدء يعد النحل مجتمع أنثوي بدرجة كبيرة فتتكون طائفة النحل من الملكة (أو أم النحل) وهي الأنثى الوحيدة الخصبة في طائفة النحل ، والشغالات تعد إناثا عقيمة ضامرة الجهاز التناسلي وهي تقوم بكل الأعمال اللازمة فهي ترعى الملكة وتلعقها وتنظفها وتحميها وتغذيها بالغذاء الملكي من غدد تفرزها من رؤوسها كما تعمل على حراسة الطائفة وقتال أعداء النحل وتعمل على جمع الماء والرحيق وحبوب اللقاح وتقوم ببناء الأقراص الشمعية التي تربي فيها الحضنة وتخزن فيها العسل وحبوب اللقاح كما ترعى الحضنة وتغذيها وتلطف جو الخلية يالتهوية بالأجنحة ... ألخ ، أما الذكور فلا مهمة لها على الإطلاق سوى تلقيح العذراء لتصبح ملكة شابة ولا تتزاوج الملكة بعد ذلك مطلقا وتظل طوال حياتها (حوالي 4 سنوات) تضع بيضا مخصبا حيث تخزن الحيونات المنوية في حويصلة خاصة وتخرج حيوان منوي واحد لكل بيضة تضعها ، وقد تضع ألف بيضة في اليوم الواحد. ولا توجد في الخلية سوى ملكة واحدة وعند فقد هذه الملكة تقوم الشغالات بتغذية بعض اليرقات الصغيرة بالغذاء الملكي فتتحول إلى عذراء خصبة بدلا من شغالة عقيمة. بعد خروج العذراء من الشرنقة تتغذى لبضعة أيام على العسل وتعاملها الشغالات بقسوة لتدفعها إلى الخروج للتزاوج ، تقف العذراء على مدخل الخلية وتصدر أزيزا لا يكاد يسمعه النحال على بعد خطوات بينما تسمعه الذكور على بعد عدة كيلومترات وتأتي سريعا وعندما يجتمع عدد كاف تطير العذراء في رحلة تسمى الزفاف الملكي وتندفع الذكور ورائها ويتم التلقيح في الجو وتعود العذراء إلى الخلية وقد أصبحت ملكة وتتلقاها الشغالات بالترحاب والعناية الفائقة ، أما الذكور فمصيرها هو القتل عند باب الخلية فقد انتهت مهمتها وليس لها أي عمل مفيد ولا تملك حتى أداة لسع لتدافع عن الخلية أو عن نفسها. وقد استطردت في وصف حياة النحل لأن كثير من الناس لا يعرف هذه التفاصيل. إن دور الذكر يعد إذن ثانويا في عالم النحل ليس لما ذكرناه فحسب بل هناك المزيد.